بري: المفاوضات المباشرة سقطت.. و"الميكانيزم" هو المسار الوحيد
رئيس البرلمان اللبناني يكشف تعثّر المبادرة الأميركية ويؤكد أن الحلول تمرّ عبر اللجنة الدولية المشرفة على اتفاق وقف النار.
رفض إسرائيلي للمبادرة الأميركية
أكد رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري أن المسار التفاوضي بين لبنان وإسرائيل الذي كانت ترعاه واشنطن “سقط فعلياً”، بعد رفض تل أبيب مقترحاً أميركياً لإطلاق مفاوضات جديدة، تقود إلى انسحاب تدريجي من الأراضي اللبنانية المحتلة.
وقال بري في تصريحات نقلتها الشرق الأوسط إن المقترح الأميركي كان يقضي بوقف العمليات العسكرية لمدة شهرين، يليها انسحاب مرحلي من المناطق المتنازع عليها، تمهيداً لترسيم الحدود الجنوبية ووضع ترتيبات أمنية جديدة برعاية دولية، إلا أن إسرائيل رفضت الخطة بالكامل.
الآلية الدولية البديلة
وأشار بري إلى أن المسار الوحيد القائم حالياً هو ما يُعرف بـ”الميكانيزم”، وهو آلية تضم ممثلين للدول الراعية لاتفاق وقف العمليات العدائية الموقع في نوفمبر الماضي، موضحاً أن اللجنة المشرفة باتت تجتمع بانتظام كل أسبوعين لمتابعة تنفيذ بنود الاتفاق وتثبيت الهدوء في الجنوب.
وأضاف أن هذا الإطار هو “القناة الوحيدة المتبقية” للتواصل غير المباشر بين بيروت وتل أبيب، بعد تعثر جميع المسارات السياسية الأخرى.
واشنطن: نزع سلاح حزب الله شرط للاستقرار
في المقابل، نقلت الصحيفة عن الموفد الأميركي توم براك تأكيده أن “عدم نزع سلاح حزب الله يحرم لبنان من فرصة حقيقية لتحقيق السلام”، مشدداً على أن واشنطن تعتبر تطبيق هذا البند خطوة أساسية لاستعادة الثقة الدولية واستقرار الحدود.
وأوضح براك أن بلاده “لا تزال ملتزمة بدعم الجيش اللبناني وتعزيز سلطته جنوب البلاد”، مشيراً إلى أن لبنان يمتلك الآن فرصة حقيقية للدخول في مسار السلام إذا ما اتخذ خطوات واضحة تجاه إنهاء الازدواجية العسكرية في الجنوب.
مواقف لبنانية متباينة
ويأتي تصريح بري بعد أيام من تأكيد الرئيس اللبناني جوزيف عون أن التفاوض مع إسرائيل “أمر لا بد منه” لحل القضايا العالقة، مستشهداً بتجربة ترسيم الحدود البحرية التي أُنجزت سابقاً برعاية أميركية.
في المقابل، ترى قوى سياسية أخرى أن أي حوار جديد مع إسرائيل يجب أن يسبقه “إجماع وطني” حول مستقبل سلاح حزب الله ودوره في المرحلة المقبلة، خصوصاً بعد تكرار الغارات الإسرائيلية على مواقع داخل الجنوب والبقاع الشرقي، والتي تقول تل أبيب إنها تستهدف منشآت عسكرية للحزب.
خيارات محدودة ومرحلة دقيقة
ومع استمرار التصعيد الإسرائيلي وتراجع فرص التفاوض، تبدو الحكومة اللبنانية محصورة بين ضغوط دولية تطالبها بنزع سلاح حزب الله، ومخاوف داخلية من انقسام جديد حول دور المقاومة في المعادلة الوطنية.
وختم بري قائلاً: “لا يمكنني القول إنني متفائل أو متشائم... أنا متشائل”، في إشارة إلى هشاشة التوازن السياسي والأمني في البلاد وسط متغيرات إقليمية متسارعة.



