واشنطن تدعو دمشق لمحاسبة المسؤولين عن العنف في حمص واللاذقية
توتر طائفي يمتد من حمص إلى اللاذقية وسط تحذيرات دولية وتصاعد الغضب الشعبي
خَيْبَر أونلاين – تقرير خاص
موقف أميركي لافت وسط توتر متصاعد
دعت وزارة الخارجية الأميركية السلطات السورية إلى محاسبة المتورطين في أحداث العنف الأخيرة، مؤكدة ضرورة حماية حقوق الأقليات الدينية والعرقية. وقال متحدث باسم الوزارة إن واشنطن تتابع الوضع في سوريا عن كثب، خصوصاً ما يتعلق بتقارير العنف الطائفي التي شهدتها حمص واللاذقية خلال الأيام الماضية.
وشددت الخارجية الأميركية على أن الولايات المتحدة تدعم رؤية لسوريا موحدة، ومستقرة، وتعيش بسلام مع جيرانها، مع ضمان احترام حقوق الأقليات.
اللاذقية: احتجاجات علوية وإطلاق نار
شهدت مدينة اللاذقية الساحلية، حيث يشكّل العلويون غالبية السكان، توتراً مفاجئاً بعد خروج مئات المحتجين للمطالبة بنظام سياسي لا مركزي، والمطالبة بالإفراج عن عدد من أبناء الطائفة الذين يقولون إنهم اعتُقلوا ظلماً.
وبحسب روايات ميدانية، فقد تجمّع في المكان نفسه أنصار للحكومة وبدأوا بتوجيه السباب للمحتجين، ما أدى إلى احتكاك مباشر بين الطرفين. وبعد نحو ساعة من بدء التجمع، سُمع صوت إطلاق نار في دوار الزراعة، وهو أحد ساحتين شهدتا الاحتجاج.
وأظهرت مقاطع مصوّرة سقوط جرحى، بينهم شخص ظهر ممدداً على الأرض والدماء تسيل من رأسه.
وكان الشيخ غزال غزال، رئيس المجلس الإسلامي العلوي الأعلى، قد دعا قبل يومين إلى التظاهر السلمي احتجاجاً على تزايد الاعتقالات.
حمص: شرارة الأحداث
جاءت الاحتجاجات في اللاذقية بعد حادثة دامية في بلدة زيدل جنوب حمص، حيث قُتل رجل وزوجته داخل منزلهما، قبل أن تُحرق جثة الزوجة وتكتب عبارات طائفية في المكان. واتُّهم أفراد من عشائر بدوية سنية بالمسؤولية عن الهجوم والرد عليه لاحقاً عبر حرق منازل وممتلكات تعود لعلويين.
وتُظهر تسجيلات انتشرت من حمص قيام مسلحين بإطلاق النار عشوائياً في الشوارع، إضافة إلى احتراق عشرات السيارات والمنازل.
ووفق تقديرات أولية، أصيب ما لا يقل عن 20 شخصاً من أبناء الطائفة العلوية، بينـهم اثنان بحالة خطرة، دون تأكيد رسمي لوقوع قتلى.
اعتقالات وتبريرات حكومية
أعلنت وزارة الداخلية السورية اعتقال نحو 120 مشتبهاً بهم على خلفية أحداث حمص، مؤكدة أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن الجريمة الأساسية كانت جنائية وليست طائفية، وأن الجاني حاول الإيحاء بطابع طائفي عبر كتابة عبارات مذهبية في مكان الحادث.
من جهتها، قالت وزارة الداخلية إن وحدات الأمن الداخلي وفّرت الحماية للتجمعات في الساحل، متهمة جهات خارجية بمحاولة استغلال التوتر لإشعال الفوضى.
مخاوف من تكرار سيناريوهات سابقة
أثارت حوادث حمص واللاذقية مخاوف واسعة في أوساط العلويين من عودة موجة العنف التي شهدها الساحل السوري في مارس الماضي، حيث قُتل نحو 1400 مدني علوي وفق تقديرات أممية، وأكثر من 1500 بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
كما تعيد الأحداث إلى الذاكرة ما شهدته السويداء في يوليو، حين قُتل المئات في مواجهات بين عشائر محلية وفصائل درزية، قبل أن تتحول بعض العمليات إلى عمليات قتل نفذتها القوات السورية، وفق شهادات محلية.
مشهد مفتوح على كل الاحتمالات
تتقاطع هذه الأحداث في لحظة سياسية حساسة داخل سوريا، حيث تتزايد الضغوط الطائفية والمخاوف من اتساع رقعة المواجهات المحلية. وبين دعوات التهدئة من بعض الزعامات الطائفية ومواقف دولية متشددة، يبقى الشارع السوري أمام مرحلة غامضة تتداخل فيها الحسابات السياسية مع التوترات الاجتماعية المتراكمة.



