واشنطن تضغط على حماس: الحوار أو المواجهة
فيما تتحدث حماس عن استعدادها لمناقشة نزع السلاح ضمن حوار وطني فلسطيني، يحذر البيت الأبيض من انهيار اتفاق غزة، ويمنح الحركة مهلة محدودة لوقف الخروقات الميدانية وسط وساطة مصرية مكثفة لتثبيت الهدنة.
أكدت حركة حماس استعدادها للدخول في حوار وطني فلسطيني شامل لبحث ملف نزع السلاح، في خطوةٍ تُعد الأولى من نوعها منذ توقيع اتفاق غزة، بينما توعدت واشنطن الحركة بردٍّ حازم إذا فشلت في الالتزام بوقف إطلاق النار.
وقال المتحدث باسم حماس حازم قاسم، في تصريحات لقناتي العربية والحدث، إن «قضية السلاح ليست محرّمة على النقاش»، مضيفاً أن أي خطوة في هذا الاتجاه يجب أن تتم بالتوافق الوطني وبإجماع الفصائل.
وأشار إلى أن وفد الحركة في القاهرة يبحث تفاصيل المرحلة الثانية من اتفاق غزة، مؤكداً أن ما تبقّى من القضايا «شائك ويتطلب حواراً فلسطينياً واسعاً».
موقف حماس من إدارة غزة
وأوضح قاسم أن حماس لا تسعى إلى دور إداري في “اليوم التالي” للاتفاق، وأنها ستدعم أي جهة فلسطينية تتولى إدارة القطاع إذا حظيت بقبول وطني شامل.
كما شدّد على أن جميع كوادر الحركة ملتزمون بوقف إطلاق النار، نافياً مسؤولية الحركة عن الاشتباكات التي وقعت في رفح، قائلاً: «لا تواصل لنا مع المجموعات التي تحركت هناك».
في المقابل، قال فهمي الزعارير، أمين المجلس الوطني الفلسطيني، إن المرحلة الحالية تتطلب «توحيد السلاح تحت مظلة السلطة الفلسطينية»، داعياً حماس إلى تجاوز فكرة الحكم المنفصل والانخراط في مشروع وطني موحد.
أما اللواء أنور رجب، الناطق باسم قوى الأمن الفلسطيني، فاتهم بعض المجموعات داخل الحركة بعدم الالتزام بوقف إطلاق النار، معتبراً أن حماس تسعى إلى «إطالة أمد المرحلة الراهنة للحفاظ على سيطرتها الميدانية في غزة».
تحذيرات أمريكية
من جانبه، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن بلاده «ستمنح حماس فرصة صغيرة لاحترام الاتفاق»، ملوّحاً في الوقت نفسه بـ«القضاء الكامل على الحركة إذا فشلت في الالتزام».
وأكد ترامب أن واشنطن تتخذ «خطوات متعددة لضمان استقرار الهدنة»، في وقتٍ التقى فيه المبعوثان الأمريكيان ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لمراجعة آليات تنفيذ اتفاق غزة.
ونقلت القناة الإسرائيلية 12 أن المبعوثين الأمريكيين حذّرا نتنياهو من تعريض الاتفاق للخطر، في ظل تبادل الاتهامات بين تل أبيب وحماس حول خروقات وقف إطلاق النار التي تخللتها غارات إسرائيلية على رفح.
خاتمة
وبينما تصرّ حماس على الحوار وتخفيف التصعيد، يرى مراقبون أن الحركة تحاول كسب الوقت لترتيب أوراقها الداخلية، وسط ضغوط إقليمية ودولية متزايدة لنزع سلاحها ودمجها في منظومة السلطة الفلسطينية.



