بريطانيا تشطب "هيئة تحرير الشام" من قائمة الإرهاب
قرار يثير الجدل ويعيد طرح أسئلة الأخلاق والسياسة في الحرب السورية
خيبر أونلاين – لندن
خطوة مفاجئة من لندن
أعلنت الحكومة البريطانية عن رفع “هيئة تحرير الشام” من قائمتها للمنظمات الإرهابية، في خطوة قالت إنها تهدف إلى تعزيز التعاون مع الحكومة السورية الجديدة بقيادة الرئيس أحمد الشرع.
وجاء القرار بعد تقديم أمر رسمي إلى البرلمان البريطاني لإزالة الهيئة من قائمة المنظمات المحظورة، ما يمهد الطريق لتوسيع العلاقات مع دمشق في ملفات تشمل مكافحة الإرهاب والهجرة والتصدي لبرامج الأسلحة الكيميائية.
تبريرات الحكومة البريطانية
وزارة الخارجية البريطانية بررت القرار بأنه نتيجة “مشاورات دقيقة وتقييم شامل” أجرته مجموعة مراجعة الحظر الحكومية، مؤكدة أن أمن المملكة المتحدة سيبقى أولوية مطلقة.
وأضافت أن القرار “يأتي ضمن مقاربة جديدة للتعامل مع المتغيرات في سوريا”، معتبرة أن رفع الحظر عن الهيئة سيساعد في دعم جهود دمشق في مواجهة تنظيم داعش وتعزيز الاستقرار الأمني في المنطقة.
من جبهة النصرة إلى هيئة تحرير الشام
“هيئة تحرير الشام” ليست سوى الاسم الجديد لـ جبهة النصرة، الذراع السورية لتنظيم القاعدة، والتي أُدرجت على قائمة الإرهاب البريطانية منذ عام 2017 بعد ارتكابها انتهاكات جسيمة ضد المدنيين، وفرضها نظاماً متشدداً في مناطق سيطرتها شمال سوريا.
ورغم محاولات الهيئة الظهور بثوب سياسي معتدل في السنوات الأخيرة، فإن ماضيها المليء بالعنف والتطرف يجعل من تبرئتها القانونية خطوة صادمة لكثير من المراقبين والضحايا.
تحولات غربية مثيرة للجدل
يأتي الموقف البريطاني بعد خطوة مماثلة من الولايات المتحدة التي أزالت الهيئة من قائمتها للمنظمات الإرهابية الأجنبية مطلع العام الجاري.
ويُنظر إلى هذه التحولات الغربية على أنها محاولة للتعامل البراغماتي مع الفصائل المتنفذة في الشمال السوري، لكنّها تثير في المقابل تساؤلات حول المعايير الأخلاقية والسياسية التي تحكم مثل هذه القرارات.
خيبر أونلاين: التطرف لا يُغسل بتغيير الاسم
إنّ “جبهة النصرة”، مهما بدّلت اسمها أو غيّرت خطابها، تبقى الوجه الأكثر بشاعة للتنظيمات الجهادية في سوريا، وهي مسؤولة عن تدمير مدن وتهجير مجتمعات بأكملها.
إنّ شطبها من قوائم الإرهاب لا يمحو ماضيها الدموي، ولا يغيّر من حقيقتها كأحد أبرز رموز التطرف والفكر التكفيري الذي ساهم في تقويض الثورة السورية وتشويه صورتها.
خاتمة خيبر أونلاين
يؤكد هذا التطور أن الغرب يتجه نحو واقعية سياسية جديدة في سوريا، لكنها واقعية محفوفة بالمخاطر، إذ تفتح الباب أمام إعادة تدوير جماعات متطرفة تحت غطاء “الانخراط السياسي” أو “التعاون الأمني”.
ويبقى السؤال: هل يمكن بناء سلام حقيقي فوق ركام جرائم ارتكبتها جماعات إرهابية لم تُحاسَب بعد؟



