مفاوضات القاهرة: خطة ترامب تفتح نافذة حقيقية للسلام في غزة
واشنطن تقود تحركاً دبلوماسياً جديداً في القاهرة لتطبيق خطة ترامب وإنهاء الحرب عبر تفاهمات أمنية وسياسية بين إسرائيل وحماس.
بداية مرحلة جديدة نحو إنهاء الحرب
في تطور جديد يعيد الأمل بإنهاء واحدة من أكثر الحروب تعقيدًا في الشرق الأوسط، تستضيف القاهرة، الأحد، وفدين من إسرائيل وحركة “حماس” لإجراء مفاوضات غير مباشرة بشأن تبادل الأسرى والرهائن، ضمن خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الرامية إلى وقف الحرب في قطاع غزة ووضع أسس سلام دائم في المنطقة.
تأتي هذه المباحثات في إطار جهود دبلوماسية مكثفة تقودها واشنطن، بدعم من القاهرة والدوحة، وتستهدف تهيئة بيئة سياسية وأمنية جديدة بعد عامين من القتال المتواصل. ووفق مصادر مطلعة، تتضمن الخطة انسحابًا تدريجيًا للقوات الإسرائيلية من القطاع، وضمانات أمنية متبادلة، وتدشين مرحلة انتقالية تتولى فيها حكومة فلسطينية تكنوقراطية إدارة شؤون غزة تمهيدًا لإعادة الإعمار.
رؤية ترامب: صفقة “عادلة وواقعية”
أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في تصريحات الأحد، أن الاتفاق الجاري العمل عليه يمثل “صفقة عظيمة لإسرائيل” وفي الوقت نفسه “فرصة تاريخية للفلسطينيين لإنهاء معاناتهم وبناء مستقبل جديد”.
وأوضح ترامب أن إسرائيل وافقت مبدئيًا على “خط انسحاب منظم” من داخل القطاع، على أن يبدأ تنفيذ وقف إطلاق النار فور تأكيد حركة حماس التزامها بالاتفاق.
وترى مصادر أميركية أن البيت الأبيض يعتبر الخطة “الاختبار الجدي الأول” لقدرة الأطراف الإقليمية على تحويل الهدنة إلى تسوية دائمة. ويصف مسؤول في الإدارة الأميركية هذه الخطة بأنها “الأكثر واقعية” منذ اتفاق أوسلو.
موقف حماس والوسطاء الإقليميين
من جانبها، أبدت حركة حماس استعدادها “لتبادل فوري للرهائن والأسرى”، مشترطة وقفًا كاملاً للعمليات العسكرية قبل بدء التنفيذ.
وأكدت مصادر فلسطينية أن الحركة تتعامل “بجدية” مع الخطة الأميركية وتعتبرها فرصة لإعادة ترتيب الوضع الإنساني في غزة.
وفي المقابل، شدد مسؤول مصري رفيع على أن القاهرة تعمل بالتنسيق مع الدوحة وواشنطن لضمان تنفيذ الاتفاق ضمن جدول زمني واضح “مع التزام كامل من الجانبين”.
الواقع الميداني وضغط الوقت
ورغم الأجواء الإيجابية، لا يزال التصعيد العسكري الإسرائيلي مستمرًا في عدة مناطق من غزة، ما يعقّد مهمة الوسطاء.
ويرى خبراء أن نجاح خطة ترامب مرتبط بقدرة الأطراف على تحقيق توازن بين متطلبات الأمن الإسرائيلي والحقوق الإنسانية والسياسية للفلسطينيين.
ويحذر مراقبون من أن “فشل هذا المسار سيعيد المنطقة إلى نقطة الصفر”، مؤكدين أن “الفرصة الحالية قد تكون الأخيرة قبل انفجار جديد”.
نحو أفق جديد للسلام
بين الأمل والحذر، تمثل خطة ترامب محاولة جادة لإعادة صياغة المشهد السياسي في غزة وفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التفاهم الإقليمي.
ومع انخراط واشنطن والقاهرة والدوحة في جهود مكوكية لإنجاحها، يبقى مصير الاتفاق رهين التزام الأطراف بالتنفيذ بعيدًا عن الحسابات الضيقة.
لكن المؤكد أن هذه الخطة، للمرة الأولى منذ سنوات، تضع نهاية الحرب ضمن جدول زمني واضح، وتمنح الفلسطينيين والإسرائيليين معًا فرصة نادرة للسلام.



