اغتيال جديد في الجنوب.. إسرائيل تستهدف قيادياً في حزب الله وتنشر مشاهد العملية
تل أبيب تواصل “الحرب الصامتة” رغم اتفاق وقف النار
في تصعيد جديد على الجبهة اللبنانية، أعلن الجيش الإسرائيلي، مساء السبت، اغتيال القيادي في حزب الله زين العابدين حسين فتوني، أحد أبرز عناصر وحدة “قوة الرضوان” المسؤولة عن الصواريخ المضادة للدروع.
ووقعت الضربة في منطقة جبشيت جنوب لبنان، حيث استهدفت طائرة إسرائيلية سيارة القيادي أثناء تحركه، ونشر الجيش لاحقاً مقطعاً مصوراً يوثق عملية الاغتيال.
المتحدث باسم الجيش، أفيخاي أدرعي، قال إن فتوني كان يعمل على “إعادة بناء البنى التحتية” العسكرية لحزب الله في الجنوب، مشيراً إلى أن العملية جاءت في إطار “منع إعادة تموضع التنظيم بعد وقف إطلاق النار”.
سلسلة اغتيالات في الجنوب
الضربة الجديدة تأتي بعد يوم واحد فقط من اغتيال قائد اللوجيستيات في قيادة الجبهة الجنوبية لحزب الله عباس حسن كركي في بلدة تول بمحافظة النبطية، في غارة مماثلة نفذتها مسيّرة إسرائيلية.
كما استهدفت غارة أخرى سيارة بين قعقعية الجسر وزوطر الغربية، ما أدى إلى مقتل عنصر من الحزب وإصابة آخر.
وتُضاف هذه العمليات إلى سلسلة اغتيالات ممنهجة طالت قيادات ميدانية في الحزب خلال الأسابيع الماضية، في إطار ما تصفه إسرائيل بـ“منع إعادة بناء القوة العسكرية جنوب لبنان”.
اتفاق هشّ وغارات متواصلة
ورغم أن اتفاق وقف النار المبرم في نوفمبر 2024 برعاية أميركية وفرنسية أنهى مواجهة استمرت عاماً كاملاً، فإن تل أبيب لم توقف غاراتها الجوية بالكامل.
الاتفاق نصّ على انسحاب حزب الله شمال نهر الليطاني (على بعد 30 كيلومتراً من الحدود)، وعلى تفكيك بنيته العسكرية، وحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، إلا أن إسرائيل تقول إنها تواصل “عمليات استباقية” لوقف أي إعادة انتشار ميداني للحزب.
مصدر عسكري إسرائيلي قال لقناة العربية/الحدث إن هدف هذه الهجمات هو “منع الحزب من استعادة قوته”، مؤكداً أن “القوات الإسرائيلية ترصد أي نشاط للحزب على طول الجبهة”.
من جهتها، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية مقتل شخص وإصابة آخر في غارة حاروف، وسط استمرار القصف على مناطق متفرقة في البقاع والجنوب والشمال اللبناني.
قراءة خيبر أونلاين
تبدو الهدنة اللبنانية – الإسرائيلية أقرب إلى هدوء مشروط منه إلى سلام فعلي.
إسرائيل تواصل “الحرب بين الحروب” بأسلوب الاغتيالات الدقيقة، فيما يحاول حزب الله ترميم حضوره العسكري دون تجاوز الخطوط الحمراء التي قد تفجّر جولة جديدة من القتال.
لكن اللافت أن هذه العمليات تجري وسط تفاهم أميركي – فرنسي غير معلن، يتيح لإسرائيل التحرك داخل حدود “الردع التكتيكي” دون المساس المباشر باتفاق وقف النار.
وهكذا، يبقى الجنوب اللبناني جبهة مفتوحة بصمت — لا حرب معلنة، ولا سلام مستقر.



