نتنياهو يرفض وجود قوات تركية في غزة: من يملك قرار الأمن في القطاع؟
رئيس الحكومة الإسرائيلية يلمّح إلى معارضة شديدة لدور تركي في خطة المراقبة الدولية، وسط انقسامات حول "اليوم التالي" لغزة.
مع استمرار الهدنة الهشة في قطاع غزة للأسبوع الثاني، بدأت ملامح الخلافات حول مستقبل الأمن في القطاع تظهر بوضوح، بين الأطراف الإقليمية والدولية المنخرطة في الملف.
ففي تصريحات جديدة، ألمح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى رفضه الواضح لأي وجود لقوات تركية في غزة ضمن آلية مراقبة وقف إطلاق النار المقترحة في الخطة الأميركية، مشيراً إلى أن لديه “آراء قاطعة” بشأن الفكرة.
خطة أميركية متعثّرة
جاءت تصريحات نتنياهو خلال مؤتمر صحافي في القدس، بحضور نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس، الذي يواصل جولته في إسرائيل لمتابعة تنفيذ اتفاق وقف النار الذي أقرته إدارة الرئيس دونالد ترامب.
وبينما عبّر فانس عن تفاؤله بقدرة الاتفاق على الصمود، حذّر مراقبون من أن العقبات الميدانية والسياسية قد تعيد إشعال التوتر، خصوصاً مع رفض إسرائيل توسيع دائرة المشاركة الإقليمية في إدارة غزة.
وتنص الخطة الأميركية على نزع سلاح حركة حماس وتشكيل لجنة فلسطينية بإشراف دولي تتولى إدارة الشؤون المدنية في القطاع، على أن تدعمها قوة دولية أمنية تضم عناصر من دول عربية وإسلامية، بعد إخضاعهم لفحص أمني مشترك.
أنقرة بين الحلم والدور المرفوض
كانت تركيا من أوائل الدول التي أعلنت استعدادها للمشاركة في هذه القوة، مؤكدة أنها يمكن أن تلعب دوراً “عسكرياً أو مدنياً” حسب الحاجة.
لكن معارضة نتنياهو العلنية لأي وجود تركي تكشف عن تضارب المصالح بين أنقرة وتل أبيب، رغم محاولات التقارب السابقة.
فالعلاقات بين البلدين وصلت إلى أدنى مستوياتها خلال الحرب، بعد أن وجّه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان انتقادات لاذعة لإسرائيل، واصفاً عملياتها العسكرية بأنها “جرائم ضد الإنسانية”.
مهمة معقّدة وغزة بين قوتين
يرى مراقبون أن الخطة الأميركية تواجه معضلة أساسية: من يمتلك السلطة الفعلية على الأرض؟
فبينما تحاول واشنطن ضمان مشاركة محدودة لحماس في المشهد السياسي الجديد دون أن تحتفظ بسلاحها، تسعى إسرائيل إلى نزع نفوذ الحركة بالكامل، ورفض أي وجود لقوات أجنبية لا تخضع لإشرافها.
وفي المقابل، تؤكد حماس أنها مستعدة لتسليم سلاحها فقط إلى الدولة الفلسطينية المستقبلية، وترفض أي ترتيبات لا تضمن لها مكاناً في المعادلة السياسية الجديدة.
صراع “اليوم التالي”
في ظل هذا التجاذب، يبقى مستقبل غزة رهينة للتفاهمات بين واشنطن وتل أبيب، وموقف القوى الإقليمية مثل تركيا ومصر وقطر.
وبينما تتحدث واشنطن عن “إعادة بناء غزة”، يرى منتقدون أن أي إعادة إعمار دون مصالحة فلسطينية حقيقية لن تصمد طويلاً، وأن استمرار الانقسام بين حماس والسلطة الفلسطينية سيُبقي القطاع في دائرة الاضطراب.



