تحذيرات ما قبل العاصفة: ما الذي حمله توم باراك إلى بغداد؟
واشنطن تنقل رسائل إسرائيلية صارمة… والسوداني أمام اختبار “الحياد الإجباري”
خيبر أونلاين – تحليل سياسي
في زيارة وُصفت بأنها أمنية أكثر منها دبلوماسية، حمل المبعوث الأميركي الخاص لسوريا، توم باراك، إلى بغداد واحدة من أكثر الرسائل حساسية منذ تصاعد التوتر الإقليمي:
إسرائيل تستعد لمواجهة محتملة مع حزب الله… وعلى العراق أن يبتعد تماماً.
هذه الخلاصة كشفها دبلوماسي أوروبي مقيم في واشنطن، مؤكداً أن اللقاء بين باراك ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني لم يكن اجتماعاً بروتوكولياً، بل جلسة تحذير واضحة.
رسالة باراك: “الحياد ليس خياراً… بل شرط”
بحسب المصدر الدبلوماسي، أبلغ باراك القيادة العراقية أن تل أبيب تتجه نحو استكمال عملية نزع سلاح حزب الله، وأن العمليات “لن تتوقف عند الحدود اللبنانية”.
وأضاف المبعوث الأميركي للسوداني أن:
“أي تدخل من الفصائل العراقية سيجعلها هدفاً مباشراً لإسرائيل… دون تدخل من واشنطن.”
وطلب باراك من بغداد ضبط الميليشيات المرتبطة بإيران بشكل كامل، معتبراً أن أي دعم يصل إلى حزب الله - ولو لوجستي - سيُنظر إليه على أنه اصطفاف عسكري مباشر.
الخوف الأميركي: جبهة ثالثة تنفجر
كشف المسؤول الأوروبي أن باراك قال بوضوح:
“نخشى مواجهة ثلاثية الجبهات: لبنان، غزة، والعراق.”
ومع تكثيف إسرائيل ضرباتها شمالاً وجنوباً، يخشى الأميركيون أن يؤدي أي تحرك من الميليشيات العراقية إلى فتح جبهة من النوع الذي لا يمكن احتواؤه سريعاً، خصوصاً أن تل أبيب تلوّح بضربات داخل الأراضي العراقية نفسها.
هل تكرر بغداد سيناريو 2023؟
خلال حرب غزة عام 2023 وما تلاها من ضربات إسرائيلية على حزب الله، نفذت فصائل عراقية موالية لطهران هجمات بطائرات مسيّرة ضد إسرائيل.
لكن في الحرب الأخيرة بين إسرائيل وإيران في يوليو الماضي، لم تشارك الميليشيات العراقية، إذ مارست حكومة السوداني ضغوطاً كبرى لمنع أي عمل قد يجرّ العراق إلى مواجهة مباشرة مع إسرائيل.
اليوم، حسب المصدر الغربي، تُعاد الضغوط نفسها ولكن بنبرة أشد، لأن:
إسرائيل باتت تتحدث علناً عن “خيارات داخل العراق”.
الأميركيين يريدون منع أي تصعيد يخلط جبهات المنطقة.
السوداني لا يريد أن يصبح العراق ساحة اشتباك بالوكالة.
لبنان في قلب كل شيء
التحذيرات الموجهة لبغداد تأتي في لحظة تتعرض فيها الدولة اللبنانية لضغوط متزايدة من إسرائيل والولايات المتحدة لنزع سلاح حزب الله بسرعة أكبر.
ووفق الدبلوماسي نفسه، فإن واشنطن تسعى إلى تطويق أي دعم خارجي قد يسمح للحزب بتحويل المواجهة المحتملة إلى حرب إقليمية.
هذا يعني أن العراق جزء من معركة لبنان قبل أن تبدأ فعلياً.
خَيْبَر أونلاين – خلاصة المشهد
الزيارة لم تكن بحثاً عن تسويات، بل محاولة لمنع الانفجار الإقليمي:
إسرائيل تحضّر لسيناريو واسع ضد حزب الله.
واشنطن تريد تجنّب جبهة عراقية موازية.
بغداد محشورة بين ضغوط واشنطن ونفوذ طهران.
المنطقة كلّها على خط تماس واحد.
وبحسب المصدر الغربي المطّلع على الاجتماع:
“باراك لم يفاوض… باراك أنذر.”



