مصادر إسرائيلية: حماس تشارك سراً في تشكيل حكومة غزة
تقارير تشير إلى نفوذ غير مباشر للحركة داخل حكومة التكنوقراط الجديدة رغم التزاماتها باتفاق نزع السلاح.
نفوذ خفي في الحكومة الجديدة
ذكرت هيئة البث الإسرائيلية، الثلاثاء، أن حركة حماس تشارك بشكل غير معلن في تشكيل حكومة التكنوقراط التي يُفترض أن تتولى إدارة قطاع غزة في المرحلة الانتقالية المقبلة.
وبحسب التقرير، فقد ضمّت الحركة نحو نصف أعضاء الحكومة إلى قائمتها الخاصة، وهم شخصيات مدنية يُنظر إليهم على أنهم “مقرّبون” من حماس أو منسجمون مع توجهاتها الفكرية، رغم أنهم لا يُظهرون ارتباطاً رسمياً بها.
وأكدت الهيئة أن هذا النفوذ غير المعلن يهدف إلى ضمان استمرار تأثير حماس في القرارات التنفيذية والإدارية داخل القطاع، دون الظهور بمظهر الجهة الحاكمة، التزاماً ببنود اتفاق وقف إطلاق النار واتفاق نزع السلاح الذي أقرّ الشهر الماضي.
الحية: ملتزمون بالاتفاق ونسعى لإنجاحه
من جانبه، شدّد رئيس وفد حركة حماس المفاوض، خليل الحية، على أن الحركة ماضية في تنفيذ اتفاق غزة “بكل عزم وثقة”، مشيراً إلى أن الإرادة الدولية برعاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب هي “الضامن لإنجاح اتفاق السلام واستكمال بنوده”.
وأوضح الحية في تصريح لقناة العربية/الحدث أن الحركة ملتزمة بوقف إطلاق النار، وبالعمل على تسليم جثامين الإسرائيليين وفق ما نصّ عليه الاتفاق، رغم الصعوبات الميدانية ونقص المعدات الخاصة بالحفر والبحث.
وأضاف أن وفد الحركة في القاهرة “يعمل بتعاون كامل مع الوسطاء الإقليميين والدوليين لضمان صمود الاتفاق وتطبيق مراحله السياسية والإنسانية والاقتصادية”.
قلق أميركي من تراجع إسرائيلي
وفي السياق ذاته، نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين في الإدارة الأميركية أن واشنطن تشعر بـ”قلق متزايد” من احتمال تراجع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن التزامه باتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
وقال المسؤولون إن الاستراتيجية الأميركية الحالية تتركز على “ضمان التهدئة ومنع أي عودة إلى العمليات العسكرية الشاملة ضد حماس”، عبر جهود دبلوماسية يقودها نائب الرئيس جاي دي فانس والمبعوثان ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر.
وأشار التقرير إلى أن إدارة ترامب تسعى لتثبيت مسار السلام، في ظل ضغوط داخلية على الحكومة الإسرائيلية من أطراف يمينية تطالب بالتصعيد مجدداً داخل غزة.
زيارة أميركية جديدة إلى تل أبيب
ووصل، اليوم الثلاثاء، نائب الرئيس الأميركي جاي دي فانس إلى تل أبيب، حيث من المقرر أن يلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وعدداً من قادة المؤسسة الأمنية، لبحث “المرحلة الثانية من اتفاق غزة”.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية أن فانس عدّل جدول زيارته لأسباب أمنية، ولن يدخل إلى قطاع غزة كما كان مقرراً سابقاً، مكتفياً بمتابعة الأوضاع الميدانية عبر بث مباشر من طائرات مسيّرة تابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية.
ووفق مصادر دبلوماسية، فإن الزيارة تأتي في إطار التنسيق الأميركي–الإسرائيلي لضمان استمرار وقف النار، وتحديد آليات تنفيذ البنود المتبقية من الاتفاق، بما في ذلك إشراف حكومة التكنوقراط على إعادة الإعمار وإدارة المعابر.
تحديات المرحلة المقبلة
ويواجه اتفاق غزة مرحلة دقيقة وسط انقسام داخلي في صفوف حماس بين جناح سياسي يدفع نحو التسويات، وجناح ميداني أكثر تشدداً يرى في نزع السلاح “تهديداً للمقاومة”.
في المقابل، تحاول القاهرة والدوحة والأمم المتحدة الحفاظ على قنوات الاتصال بين الأطراف كافة، في حين تحذر واشنطن من أن “أي محاولة من حماس لإعادة بناء قوتها العسكرية قد تؤدي إلى انهيار الاتفاق وإعادة إشعال الصراع”.



