غضب ورصاص في معاقل العلويين بسوريا
تظاهرات غير مسبوقة في الساحل السوري بعد انفجار التوتر الطائفي في حمص
خَيْبَر أونلاين – خاص
تصاعد الاحتقان في الساحل السوري
شهدت مناطق سيطرة الطائفة العلوية في سوريا، الثلاثاء، تظاهرات واسعة طالبت بحكم لا مركزي والإفراج عن معتقلين تقول العائلات إنهم محتجزون ظلماً. وجاء هذا الحراك بعد يومين من توترات دامية في حمص شهدت هجمات ذات طابع طائفي أصيب خلالها عدد من المدنيين.
دعوة الشيخ غزال غزال
عمّت التظاهرات مدن اللاذقية وطرطوس وأجزاء من حمص وحماة، استجابة لنداء أصدره رئيس المجلس الإسلامي العلوي الأعلى في سوريا والمهجر، الشيخ غزال غزال. وانتشرت مقاطع مصوّرة عبر المرصد السوري لحقوق الإنسان تُظهر متظاهرين يرفعون صور الشيخ ويرددون شعارات رافضة للطائفية ومطالِبة بإطلاق سراح المعتقلين.
إطلاق نار وسقوط جرحى
أفاد المرصد السوري بسقوط جرحى نتيجة إطلاق نار على متظاهرين في دوار الزراعة بمدينة اللاذقية، ونشر مقطعاً لشخص ممدد على الأرض والدماء تنزف من رأسه.
وبحسب روايات نقلتها رويترز عن شهود ومسؤولين، فقد أطلقت قوات الأمن السورية النار لتفريق احتجاجين متقابلين في اللاذقية، بعدما توجّه أنصار الحكومة بالشتائم للمحتجين العلويين. وقال نور الدين البريمو، من محافظة اللاذقية، إن الأمن أطلق النار في الهواء، بينما قام مجهولون بإطلاق النار على المدنيين وعلى قوات الأمن أيضاً.
رواية وزارة الداخلية
من جهتها، قالت وزارة الداخلية السورية عبر المتحدث نور الدين البابا إن وحدات الأمن الداخلي قامت بتأمين التجمعات الاحتجاجية لمنع “استغلالها لنشر الفوضى”. واتهم البابا جهات خارجية بالتحريض على الفوضى في مناطق الساحل.
خلفية الأحداث في حمص
اندلعت التظاهرات عقب حادثة مروّعة في بلدة زيدل قرب حمص، حيث قُتل رجل من إحدى العشائر البدوية السنية وزوجته داخل منزلهما، قبل إحراق جثة الزوجة وكتابة عبارات ذات طابع طائفي في المكان. ورداً على ذلك، قام أفراد من العشيرة بحرق منازل وممتلكات تعود لعلويين، فيما وثّقت تسجيلات مصوّرة إطلاق نار عشوائي واحتراق عشرات السيارات والمنازل.
تضارب بشأن عدد الضحايا
ذكر المجلس الإسلامي العلوي الأعلى أن شخصين قُتلا وأصيب 10 آخرون، داعياً المجتمع الدولي للتدخل لحماية المدنيين في أحياء العلويين بحمص.
لكن مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن نفى سقوط قتلى، مؤكداً أن الحصيلة بلغت نحو 20 جريحاً من العلويين، بينهم اثنان في حالة خطرة.
اعتقالات واسعة
أعلنت وزارة الداخلية السورية، الاثنين، اعتقال 120 مشتبهاً بهم على خلفية الأحداث، مؤكدة أن التحقيقات تُرجع الجريمة إلى أسباب جنائية بحتة، وأن الجاني حاول إظهارها كجريمة ذات بُعد طائفي.
مخاوف من تكرار سيناريوهات سابقة
أعادت أحداث حمص إلى الأذهان المجازر التي طالت العلويين في الساحل السوري في مارس الماضي، والدروز في السويداء في يوليو.
وتشير تقديرات لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة إلى مقتل نحو 1400 مدني علوي في أعمال عنف سابقة، بينما يقدّر المرصد السوري العدد بأكثر من 1500 قتيل. كما قُتل مئات المدنيين في السويداء خلال مواجهات بين العشائر المحلية والفصائل الدرزية، وقد اتهمت عائلات الضحايا القوات الحكومية بتنفيذ إعدامات ميدانية.



