خطة ترامب للسلام.. فرصة تاريخية لإنهاء حرب غزة وفتح مسار الاستقرار
خطة ترامب الجديدة تفتح نافذة نادرة أمام الشرق الأوسط للانتقال من دوامة الحرب إلى مسار واقعي نحو السلام، عبر رؤية تجمع الأمن الإسرائيلي بإعادة إعمار غزة وتمكين الفلسطينيين.
واشنطن تطرح رؤية جديدة توازن بين الأمن الإسرائيلي وإعادة إعمار غزة
في مشهد إقليمي متوتر يبحث عن نهاية واقعية للحرب، جاءت خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسلام في غزة لتفتح باب الأمل أمام مرحلة جديدة من التهدئة والاستقرار. فبينما تشهد المنطقة حالة إنهاك سياسي وإنساني بعد عامين من التصعيد، بدت الخطة الأميركية وكأنها “النافذة الأخيرة” نحو تسوية عملية تضمن الأمن وتعيد الحياة إلى القطاع.
خطة شاملة بدعم دولي وعربي
تضم الخطة عشرين بندًا تشكّل معالم خارطة طريق متكاملة: وقف إطلاق النار، انسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية، نزع سلاح الفصائل، إطلاق سراح الأسرى والمخطوفين، ثم تأسيس سلطة فلسطينية تكنوقراطية مؤقتة تشرف على إعادة الإعمار.
لكن الأهم هو أنها المرة الأولى منذ سنوات التي تحظى فيها وثيقة سياسية بهذا الحجم بدعم متوازٍ من واشنطن وتل أبيب وعدة عواصم عربية، بينها الرياض وأبوظبي والقاهرة.
يقول المحلل الأميركي روبرت ساتلوف، مدير معهد واشنطن:
“هذه أول مبادرة منذ حرب 7 أكتوبر تجمع حولها إسرائيل والدول العربية الرئيسية. حتى لو واجهت مقاومة من حماس، فإنها ترسم للمرة الأولى طريقاً واقعياً لإنهاء الحرب.”
دولة فلسطينية مشروطة.. وانسحاب تدريجي محسوب
تتعامل الخطة بحذر مع أكثر الملفات حساسية: فكرة الدولة الفلسطينية. فهي لا تفرض إعلانها فوراً، لكنها تفتح الباب أمام مسار سياسي منضبط يقود إلى قيام دولة قابلة للحياة، مرتبطة بإصلاحات أمنية ومؤسساتية داخل السلطة الفلسطينية، وبضمانات دولية للأمن الإسرائيلي.
كما تنص الخطة على انسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية من غزة، مع الإبقاء على شريط أمني محدود لتفادي تكرار هجمات 7 أكتوبر، ما يوازن بين الأمن والواقعية السياسية.
واشنطن والعواصم العربية.. شراكة لإعادة إعمار غزة
إحدى نقاط القوة في الخطة هي الجانب الاقتصادي، إذ خصصت واشنطن وشركاؤها الإقليميون عشرات المليارات من الدولارات لإعادة إعمار غزة، وتمويل مشاريع طاقة ومياه وفرص عمل.
ويرى مراقبون أن هذا البند هو ما يمنح الخطة “قوة جذب” للفلسطينيين العاديين، إذ يربط السلام بتحسين مباشر للحياة اليومية.
كما أبدت السعودية والإمارات استعداداً لتقديم الدعم المالي مقابل التزام جميع الأطراف بوقف دائم لإطلاق النار وتهيئة الظروف لحكم مدني مستقر.
تحديات التنفيذ.. لكن الأمل قائم
رغم أن الطريق ما زال طويلاً، فإن الإدارة الأميركية تبدو مصممة على المضي قدماً. فقد أوضح ترامب أن الخطة “فرصة تاريخية لا يجب أن تضيع”.
ويرى المحللون أن نجاحها يعتمد على عاملين رئيسيين: تعاون السلطة الفلسطينية، وضبط سلاح الفصائل. ورغم صعوبة ذلك، فإن الضغط الدولي المتزايد بعد سنوات من الصراع قد يجعل هذه المرة مختلفة عن كل المحاولات السابقة.
خاتمة: لحظة مفصلية في الشرق الأوسط
بين الشكوك والآمال، تظل خطة ترامب خطوة جريئة في طريق شائك. فهي لا تقدم حلولاً مثالية، لكنها تقدم واقعية سياسية تجمع بين الأمن والتنمية، وتعيد إلى الطاولة فكرة “السلام الممكن” بعد عقدين من الجمود.
فإذا كُتِب لها النجاح، ستكون البداية لتسوية أوسع تمتد من غزة إلى الضفة، وربما نحو شرق أوسط جديد أكثر استقراراً.



