ترامب: اتفاق غزة “وشيك جدًا” وسط تقدّم في مفاوضات شرم الشيخ
تفاؤل حذر يرافق جولة جديدة من المحادثات بين إسرائيل وحماس برعاية مصر وقطر وتركيا
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأربعاء إن اتفاقًا بين إسرائيل وحركة حماس بشأن غزة أصبح “وشيكًا جدًا”، مشيرًا إلى احتمال توجهه إلى الشرق الأوسط نهاية الأسبوع “إذا استمر التقدم بالوتيرة الحالية”.
وفي تصريحات من البيت الأبيض، أكد ترامب أن “المفاوضات تسير بشكل جيد جدًا”، مضيفًا: “قد أتوجه إلى هناك في نهاية الأسبوع، ربما الأحد، إذا رأينا فرصة حقيقية لإنهاء الحرب وبدء مرحلة جديدة من السلام”.
تقدّم في المفاوضات بوساطة إقليمية
تجري المباحثات في مدينة شرم الشيخ المصرية بمشاركة وفود من إسرائيل وحماس، وبحضور ممثلين عن الولايات المتحدة وقطر وتركيا.
وتشير مصادر دبلوماسية إلى أن المحادثات دخلت “مرحلة متقدمة”، مع تحديد هدف للتوصل إلى اتفاق مبدئي بحلول نهاية الأسبوع.
وقالت المصادر إن المرحلة الأولى من الاتفاق ستشمل تحديد خطوط الانسحاب الأول من غزة، وتبادل قوائم الأسرى والرهائن، على أن تبدأ المرحلة الثانية بمعالجة القضايا الأمنية والسياسية الأكثر تعقيدًا.
ووفق تقارير إعلامية إسرائيلية، طالبت حركة حماس بضمانات مكتوبة تكفل سلامة قادتها بعد تنفيذ صفقة التبادل، بينما أبدت إسرائيل استعدادًا لمناقشة ترتيبات ميدانية محدودة بشرط الحفاظ على سيطرتها الأمنية في أجزاء من القطاع.
أدوار الوسطاء وأجواء التفاؤل
يشارك في المفاوضات كل من ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر ممثلين عن الإدارة الأميركية، إلى جانب رون ديرمر عن الجانب الإسرائيلي، فيما تمثل مصر وقطر وتركيا الطرف الوسيط في المحادثات.
وتقول مصادر مطلعة إن القاهرة والدوحة متفائلتان بإمكانية التوصل إلى تفاهم أولي خلال الساعات القادمة، يتيح إطلاق عملية تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار المبدئي.
قضايا عالقة
رغم التقدم الملحوظ، ما تزال هناك نقاط خلاف حول قوائم الأسرى الفلسطينيين الذين سيُفرج عنهم، إذ تؤكد مصادر إسرائيلية أن مروان البرغوثي وأحمد سعدات لن يشملا في الصفقة الحالية.
كما تسعى الأطراف إلى وضع جدول زمني واضح لتنفيذ الانسحاب المرحلي، بما يضمن منع انهيار الاتفاق في مراحله الأولى.
تحليل خيبر أونلاين
يشير التقدّم في مفاوضات شرم الشيخ إلى تحوّل واضح في دينامية الصراع، فالمبادرة الأميركية بقيادة الرئيس ترامب لم تعد مجرد محاولة لوقف الحرب، بل أصبحت ركيزة لإعادة تشكيل التوازنات في المنطقة.
من خلال الجمع بين أدوات الضغط العسكري والوعود الاقتصادية، تسعى واشنطن إلى صياغة واقع جديد يُنهي سنوات الجمود ويضع حماس أمام خيارين: القبول بالتسوية أو العزلة السياسية الكاملة.
وفي المقابل، ترى إسرائيل في الخطة فرصة لترتيب انسحابٍ محسوب يضمن أمنها، بينما تراهن الدول العربية الوسيطة على أن تحقيق اختراق سياسي في غزة قد يكون الخطوة الأولى نحو استقرارٍ أوسع في الشرق الأوسط.



