إسرائيل تتهم حماس بخرق اتفاق وقف النار رغم تعهدها بنزع السلاح
الجيش الإسرائيلي يستأنف الغارات على غزة ويحمّل الحركة مسؤولية انهيار الهدنة
في تصعيد جديد بعد أسابيع من الهدوء النسبي، أعلنت الحكومة الإسرائيلية، مساء الأحد، أن حركة حماس خرقت اتفاق وقف إطلاق النار الموقع برعاية دولية، رغم موافقتها المسبقة على نزع سلاحها التدريجي وفق بنود الاتفاق.
وقال هاني مرزوق، المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي، في تصريحات لقناتي العربية والحدث، إن “حماس لم تلتزم بالبنود التي وافقت عليها مسبقاً، خصوصاً ما يتعلق بوقف النشاط العسكري وسحب السلاح من مناطق محددة داخل القطاع”.
وأضاف أن “ما حدث هو خرق واضح للاتفاق، وسيكون له تبعات ميدانية حاسمة”.
الجيش الإسرائيلي يرد ويعيد تطبيق الهدنة بشروط
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه شنّ عشرات الغارات الجوية “المحددة والدقيقة” ضد أهداف تابعة لحركة حماس، قال إنها جاءت رداً على إطلاق نار مباشر ضد قواته المنتشرة قرب “الخط الأصفر” الفاصل بين المناطق الإسرائيلية والقطاع.
وأكد الجيش في بيان رسمي أن وقف إطلاق النار سيُعاد تطبيقه “وفق الشروط الأصلية، وبمراقبة مشددة”، محذراً من أن أي خرق جديد “سيواجه برد فوري وقاسٍ”.
وقال البيان:
“بناءً على توجيهات المستوى السياسي، وبعد سلسلة غارات دقيقة، بدأ جيش الدفاع إعادة تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار بعد أن تم خرقه من قبل حماس.”
تبادل الاتهامات
من جانبها، نفت حركة حماس الاتهامات الإسرائيلية، وأكدت في بيان على تطبيق المجموعات الميدانية لبنود الاتفاق “بشكل كامل”، مشيرة إلى أن الوساطة المصرية والقطرية لم تقدّم أي دليل على وجود خرق من جانبها.
وأضاف البيان أن “الاحتلال الإسرائيلي يسعى إلى إفشال الاتفاق واستغلاله ذريعة لتصعيد جديد في القطاع”، محملاً تل أبيب “المسؤولية الكاملة عن أي انهيار للهدنة”.
وتشهد غزة منذ مساء السبت توتراً متصاعداً بعد تبادل القصف بين حماس وإسرائيل في محيط المناطق التي كان من المفترض أن تُخلى من الوجود العسكري، في إطار خطة نزع السلاح الموقّعة مطلع الشهر الجاري.
أزمة ثقة بين الأطراف
ويقول مراقبون إن الأزمة الأخيرة تُظهر هشاشة التفاهمات الأمنية بين إسرائيل وحماس، رغم الضمانات التي قدمتها الولايات المتحدة ومصر وقطر.
ويشير محللون إلى أن إسرائيل تعتبر أي تحرك مسلح داخل القطاع انتهاكاً مباشراً للاتفاق، بينما ترى حماس أن الجيش الإسرائيلي “لم يلتزم فعلياً بوقف عملياته الجوية والاستطلاعية”.
ويرى أحد الخبراء في الشؤون الإسرائيلية لـ“خيبر أونلاين” أن ما يحدث هو “صراع تفسيرات للاتفاق أكثر منه صراع ميداني”، موضحاً أن
“إسرائيل تريد اختبار مدى استعداد حماس لتسليم سلاحها فعلاً، بينما الحركة تحاول كسب الوقت والحفاظ على نفوذها الداخلي”.
مستقبل الاتفاق في مهب الريح
مع استمرار الاتهامات المتبادلة، يبدو أن الهدنة الهشة بين الجانبين تواجه خطر الانهيار الكامل، خاصة في ظل غياب الثقة بين الطرفين.
ورغم أن الوسطاء الدوليين كثفوا اتصالاتهم لمنع التصعيد، إلا أن المؤشرات على الأرض تُظهر أن العودة إلى التوتر الشامل ليست مستبعدة.
ويرى مراقبون أن أي انهيار جديد للاتفاق سيعيد القطاع إلى دوامة العنف التي لم تنته فعلياً منذ سنوات، في وقت يعيش فيه أكثر من مليوني فلسطيني أوضاعاً إنسانية متدهورة، ويواجهون تحديات كبرى في الإعمار والإغاثة بعد الحرب الأخيرة.



