ترامب من شرم الشيخ: إعمار غزة مشروط بنزع السلاح ونشر قوات لحفظ الأمن
الرئيس الأميركي يعلن “نهاية الحرب” ويصف الاتفاق بأنه “سلام في الشرق الأوسط”
شرم الشيخ – خيبر أونلاين
في ختام قمة شرم الشيخ للسلام، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الحرب في قطاع غزة قد انتهت رسمياً، مؤكداً أن إعادة إعمار القطاع لن تتحقق إلا بعد نزع السلاح الكامل ونشر قوات أمنية دولية للإشراف على تطبيق الاتفاق وضمان الاستقرار.
وقال ترامب في كلمته بعد توقيعه وثيقة وقف إطلاق النار إلى جانب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وقادة من تركيا وقطر، إن ما تم إنجازه “يُعد لحظة تاريخية غير مسبوقة في الشرق الأوسط”، مضيفاً:
“لقد حققنا معاً ما كان الجميع يقول إنه مستحيل. أخيراً، أصبح لدينا سلام في الشرق الأوسط.”
“صفقة القرن الثانية” ومرحلة ما بعد الحرب
وأوضح الرئيس الأميركي أن الاتفاق الجديد يمثل المرحلة الثانية من خطته للسلام، والتي تتضمن ترتيبات طويلة الأمد تشمل إعادة إعمار غزة، وإعادة هيكلة الحكم المحلي فيها، إلى جانب ضمان أمن إسرائيل ووقف تام لإطلاق النار من جانب الفصائل الفلسطينية.
وأضاف ترامب أن الخطة “توضح القواعد واللوائح التي ستحدد طبيعة الإدارة في القطاع” خلال الفترة الانتقالية المقبلة، مشيراً إلى أن التصعيد الأخير “كاد أن يشعل حرباً عالمية ثالثة”، على حد وصفه.
وتابع قائلاً:
“سمعت لسنوات أن السلام في الشرق الأوسط مستحيل، وأن الحرب العالمية الثالثة ستبدأ من هنا، لكن هذا لن يحدث. اليوم أنهينا الحرب، وأطلقنا بداية مرحلة جديدة من الأمل.”
إشادة بالدور المصري
وخلال كلمته، أشاد ترامب بالرئيس عبد الفتاح السيسي، معتبراً أن الدور المصري كان “حاسماً ومؤثراً” في تحقيق الاتفاق، قائلاً:
“السيسي لعب دوراً بالغ الأهمية في الوصول إلى هذا اليوم، لأن حماس تحترم مصر وتحترم قيادتها.”
ووصف ترامب نظيره المصري بأنه “شريك أساسي في إحلال الاستقرار بالمنطقة”، مؤكداً أن “القاهرة كانت محوراً لكل جولات التفاوض خلال الأسابيع الماضية”.
“السلام عبر الردع” وإشارة إلى إيران
وتطرق الرئيس الأميركي إلى دور إيران في الأزمة، قائلاً إن الضربة الأميركية على منشآت طهران النووية كانت “نقطة التحول” التي سمحت بتمرير الاتفاق، موضحاً أن “إيران الآن تدرك أن السلام هو خيارها الوحيد في ظل العقوبات الخانقة”.
وقال: “طوال حياتي كنت أعقد صفقات، والآن إيران تريد صفقة. أعتقد أنها ستنضم إلى مسار السلام قريباً، لأنها لا تستطيع تحمل العقوبات الحالية.”
خلف الكواليس
بحسب مصادر دبلوماسية حضرت القمة، فقد شهدت الاجتماعات مشاركة أكثر من عشرين دولة، بينها الأردن وتركيا وقطر وفرنسا وألمانيا وبريطانيا، إضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الذي أكد في كلمته أن “السلام في غزة يجب أن يكون عادلاً ودائماً، لا مجرد هدنة مؤقتة”.
وكان ترامب قد وصل إلى شرم الشيخ قادماً من تل أبيب بعد زيارة قصيرة ألقى خلالها خطاباً أمام الكنيست الإسرائيلي، وصف فيه الاتفاق بأنه “نهاية الكابوس الطويل للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء”.
مستقبل غزة بعد الاتفاق
تتضمن الوثيقة التي وُقّعت في القمة بنوداً تتعلق بإشراف دولي على إعادة الإعمار، ونشر قوات مراقبة متعددة الجنسيات، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع. كما سيتم تشكيل لجنة دولية من مصر وتركيا وقطر والولايات المتحدة لإدارة عملية إعادة البناء.
ويرى مراقبون أن هذه القمة تمثل بداية مرحلة جديدة من “السلام القسري” القائم على الأمن أولاً، ثم التنمية، ما يثير تساؤلات حول طبيعة السيادة الفلسطينية في المرحلة المقبلة.
نظرة ختامية
اختتم ترامب كلمته بقوله:
“اليوم ليس نهاية حرب فقط، بل بداية عهد جديد في الشرق الأوسط. سنعيد إعمار غزة، لكن السلام يحتاج إلى شجاعة، ونحن أظهرنا تلك الشجاعة هنا في شرم الشيخ.”
وتزامن الإعلان مع توافد قادة دوليين إلى المدينة الساحلية المصرية التي عادت لتؤكد مكانتها كمركز للمبادرات الدبلوماسية الكبرى في المنطقة.



