خطط إسرائيلية لمنع تعاظم قوة حماس… والسيناريو الأخطر على الطاولة
سيناريوهات إسرائيلية مفتوحة… واحتلال غزة يعود إلى الواجهة
خَيْبَر أونلاين – تقرير خاص
اتفاق هش.. وتحركات عسكرية لا تتوقف
رغم دخول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة حيّز التنفيذ منذ العاشر من أكتوبر 2025، إلا أن السلوك العسكري الإسرائيلي على الأرض لا يوحي بوجود هدنة راسخة. عمليات الاستهداف ما زالت مستمرة، خصوصاً في محيط مدينة رفح جنوب القطاع، حيث يتمركز مقاتلون من حركة حماس يرفضون الاستسلام أو تسليم السلاح.
وفي ظل هذا الواقع الميداني المتوتر، تتسرب معلومات تؤكد أن الجيش الإسرائيلي يعكف على إعداد مجموعة خطط استراتيجية لمنع أي إعادة بناء لقدرات الحركة العسكرية.
خيارات على الطاولة.. بينها احتلال غزة بالكامل
مصدر أمني إسرائيلي أكد أن المؤسسة العسكرية تدرس “بدائل متعددة” للتعامل مع حماس في المرحلة المقبلة، مشيراً إلى أن أحد السيناريوهات المطروحة هو احتلال قطاع غزة بالكامل.
ويأتي هذا الخيار كجزء من رؤية تهدف إلى منع الحركة من إعادة بناء قوتها العسكرية، وتفكيك شبكاتها التنظيمية والعملياتية، في ظل قناعة إسرائيلية أن السيطرة الحالية على 55% من القطاع، بعد الانسحاب إلى “الخط الأصفر”، غير كافية لضمان تفكيك الجناح العسكري لحماس.
غياب خطة أميركية لنزع السلاح
وبحسب المصدر نفسه، فإن واشنطن “لا تملك حتى الآن خطة واضحة لنزع سلاح حماس”، رغم كونها الراعي الأساسي لاتفاق وقف النار إلى جانب مصر وقطر.
هذا الغياب، وفق القراءة الإسرائيلية، يفتح الباب أمام مزيد من الخطوات الانفرادية على الأرض، ويعزز مطالب الجيش بتوسيع عملياته قبل الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق.
عقدة رفح: المقاتلون العالقون
من أبرز نقاط الاشتباك السياسي – الأمني بين واشنطن وتل أبيب حالياً هي ملف العناصر المتبقين في رفح، الذين تطالب إسرائيل بخروجهم مستسلمين.
فشلت مبادرة أميركية سابقة تقضي بخروج هؤلاء إلى منطقة خارج السيطرة الإسرائيلية، ما جعل إسرائيل تتمسك برفض التقدم في تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف النار قبل “حسم ملف المقاتلين وتفكيك قدراتهم”.
المرحلة الثانية العالقة
تنص المرحلة الثانية من الخطة الأميركية على:
إرسال قوات دولية إلى قطاع غزة للإشراف على الأمن.
تشكيل حكومة مدنية تتولى إدارة شؤون القطاع.
لكن إسرائيل تتباطأ في الانتقال إلى هذه المرحلة، معتبرة أن أي ترتيبات سياسية أو مدنية قبل إنهاء “ملف السلاح” ستكون خطوة غير مكتملة، وقد تسمح للحركة بإعادة بناء قوتها خلال الأشهر المقبلة.
غزة بين إعادة الإعمار… وإعادة التشكيل
في ضوء ما سبق، يبدو أن القطاع يقف اليوم عند مفترق حساس:
إسرائيل تريد ضمان تفكيك حماس عسكرياً قبل أي مسار سياسي.
واشنطن تسعى لتثبيت وقف النار ومنع انهياره.
حماس تحاول تفادي الاستسلام أو تفكيك البنية العسكرية التي تعتبرها جوهر قوتها.
ومع بقاء نصف القطاع تقريباً تحت السيطرة الإسرائيلية، واستمرار العمليات المحدودة رغم وقف النار، فإن السؤال الجوهري يبقى:
هل تتجه غزة نحو تسوية سياسية طويلة الأمد، أم نحو جولة جديدة من التصعيد إذا ما قررت إسرائيل اختبار خيار “الاحتلال الكامل”؟



