نواف سلام: حزب الله يجب أن يتحول إلى حزب سياسي فقط
رئيس الوزراء اللبناني يؤكد أن نزع السلاح خطوة لإعادة احتكار الدولة لاستخدام القوة وسط تصاعد الضغوط الدولية
في تصريحات تحمل دلالات سياسية كبيرة حول مستقبل العلاقة بين الدولة اللبنانية وحزب الله، قال رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام إن الوقت قد حان لتحويل حزب الله إلى حزب سياسي مدني دون جناح عسكري، مؤكداً أن نزع السلاح يهدف إلى “إعادة احتكار الدولة لاستخدام القوة الشرعية” ووضع حد لتعدد مراكز القرار الأمني.
وأضاف سلام، في مقابلة مع مجلة باريس ماتش الفرنسية، أن الحكومة اللبنانية تعمل على استعادة سلطتها الكاملة على الأراضي اللبنانية، مشيراً إلى أن المرحلة المقبلة تتطلب تفكيك كل القوى المسلحة غير الرسمية، وتثبيت دور الجيش بوصفه الجهة الوحيدة المخوّلة بحمل السلاح.
قلق على الحدود وتصاعد الضغوط الأميركية
وفي ظل توتر مستمر على الحدود الجنوبية، عبّر سلام عن قلقه من احتمال تصعيد عسكري جديد بين لبنان وإسرائيل، محذّراً من أن أي مواجهة جديدة “ستقضي على فرص الاستقرار التي بدأت تظهر بعد اتفاق وقف إطلاق النار في نوفمبر الماضي”.
وكان المبعوث الأميركي توم براك قد طالب الحكومة اللبنانية بالإسراع في تطبيق خطة نزع سلاح حزب الله، مؤكداً أن “التقاعس عن التنفيذ قد يدفع إسرائيل إلى اتخاذ إجراءات أحادية الجانب”، وهو ما اعتبره مراقبون تحذيراً صريحاً من عودة التوتر العسكري في الجنوب.
تحذيرات من مفاوضات مباشرة مع إسرائيل
من جانبه، حذّر وزير الثقافة اللبناني غسان سلامة من مفاوضات غير مباشرة تتطور إلى اتصالات علنية مع إسرائيل، مؤكداً أن تل أبيب تسعى لرفع مستوى الحوار وتوسيعه ليشمل ملفات غير محددة حتى الآن.
وقال سلامة في حديث لإذاعة “صوت كل لبنان”: “الطرف الإسرائيلي يريد أن يفرض مسار تفاوضي جديد، وربما مباشر، لذلك يجب أن نستعد بكل وضوح ونحدد أهدافنا قبل أي خطوة”.
ودعا الوزير إلى تشكيل خلية أزمة حكومية لتنسيق المواقف الوطنية، ودراسة خيارات التفاوض “إن كان لا بد منه، وبما يضمن السيادة اللبنانية وعدم التفريط بالثوابت”.
لبنان بين خيارين: نزع السلاح أو التفاوض
ويرى محللون أن الحكومة اللبنانية تقف اليوم أمام خيارين صعبين: إما المضي في نزع سلاح حزب الله بالكامل ضمن خطة الدولة، أو القبول بمسار تفاوضي محدود لتفادي ضربة إسرائيلية جديدة.
ويشير مراقبون إلى أن تصريحات نواف سلام تعكس اتجاهاً جديداً في السياسة اللبنانية، يسعى إلى التوفيق بين ضغط المجتمع الدولي والحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية، بينما تتزايد الدعوات العربية والغربية إلى “إعادة تعريف دور حزب الله” في الحياة السياسية اللبنانية.



