فريق مصري في غزة.. مهمة استرجاع “الرفات المعلقة” بين الضغط الأميركي والحسابات الإسرائيلية
القاهرة تدخل ميدان “الرفات” بين السياسة والإنسانية
نتنياهو يوافق تحت ضغط واشنطن
في خطوة نادرة تعكس التداخل بين البعد الإنساني والسياسي في ملف الرهائن، وافق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على دخول فريق مصري متخصص إلى قطاع غزة للمساعدة في استخراج جثث الرهائن الإسرائيليين المتبقين، بعد أسابيع من التعثر والمماطلة المتبادلة بين تل أبيب وحماس.
القناة 12 الإسرائيلية كشفت أن القرار جاء بضغط مباشر من واشنطن، وأن الطاقم المصري دخل القطاع بمعدات خاصة لاستعادة الرفات، في وقت تواصل فيه القاهرة دور الوسيط في تنفيذ المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوقف إطلاق النار في غزة.
“الرفات مقابل الرفات”.. معادلة إنسانية-سياسية
وفقاً للتفاهمات القائمة منذ دخول الهدنة حيّز التنفيذ في 10 أكتوبر، تُسلِّم حماس جثث الرهائن الإسرائيليين مقابل 15 جثة لفلسطينيين تحتجزهم إسرائيل في المقابل.
ومنذ ذلك التاريخ، أعادت الحركة رفات 15 أسيراً إسرائيلياً، فيما لا يزال مصير 13 آخرين مجهولاً.
الرفض الإسرائيلي السابق للسماح بدخول أي فريق أجنبي كان يستند إلى أن “حماس تملك الوسائل اللازمة لاستخراج الجثث بنفسها”، لكن الضغوط الأميركية – خصوصاً بعد تدخل وزير الخارجية ماركو روبيو – دفعت تل أبيب إلى التراجع جزئياً.
القاهرة.. وسيط فوق الرماد
الموافقة على دخول الفريق المصري لم تكن تقنية فحسب، بل إشارة سياسية إلى الدور المصري المتجدد في إدارة ما بعد الحرب في غزة.
القاهرة، التي تتولى ملف الوساطة منذ سنوات، تحاول تثبيت نفسها كقناة رئيسية بين الأطراف المتصارعة ضمن خطة ترامب، التي ما زالت تواجه “اختناقات ميدانية” في التنفيذ رغم وقف النار.
ويؤكد مصدر أمني إسرائيلي أن دخول الطاقم تم “بمصادقة المستويات السياسية فقط”، وأن الفريق والمعدات دخلا تحت إشراف مصري كامل، ما يعني استمرار الحذر الإسرائيلي من أي حضور أجنبي ميداني واسع داخل القطاع.
واشنطن.. ضغط بلا غطاء سياسي
من جهته، ناقش نتنياهو هاتفياً مع وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو ضرورة إعادة الرهائن ونزع سلاح حماس، بينما أجرى الأخير لقاءات مع عائلات القتلى الإسرائيليين المحتجزة جثامينهم في غزة.
ويقول مسؤول إسرائيلي: “الأميركيون يتفهمون موقفنا لأن بين القتلى مواطنين أميركيين”، في إشارة إلى الملف الإنساني الذي أصبح ورقة سياسية حساسة في علاقة تل أبيب بواشنطن.
قراءة خيبر أونلاين
بين أنقاض الحرب وإيقاع الدبلوماسية المتوترة، تحاول إسرائيل استعادة جثثها كما تحاول واشنطن استعادة نفوذها في إدارة الأزمة.
أما مصر، فتتحرك على الخط الفاصل بين الوساطة الإنسانية والسيادة الفلسطينية، فيما تواصل حماس المناورة داخل “المعادلة المعقدة”: لا ترفض، لكنها لا تُسرّع.
ويبقى السؤال معلقاً:
هل تنجح القاهرة في إنهاء “ملف الرفات” — أم يتحوّل إلى ورقة تفاوض جديدة في الصراع الطويل على غزة؟



