ترامب يتوعد بالرد على هجوم تدمر: سنلحق ضرراً كبيراً بمن استهدف قواتنا في سوريا
واشنطن تؤكد استمرار دعمها للحكومة السورية ومكافحة داعش أولوية مشتركة
جدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الأحد، تعهده بالرد على الهجوم الذي استهدف قوات أميركية وسورية قرب مدينة تدمر خلال جولة ميدانية مشتركة، مؤكداً أن الاعتداء «لن يمر دون رد» وأن الولايات المتحدة ستلحق «ضرراً كبيراً» بالجهات التي تقف خلفه.
توعد مباشر من البيت الأبيض
وفي كلمة ألقاها من البيت الأبيض، قال ترامب إن القوات الأميركية تعرضت لهجوم أسفر عن مقتل ثلاثة جنود أميركيين، مؤكداً أن المنفذين ينتمون إلى تنظيم داعش، وليسوا من القوات الحكومية السورية. وأضاف أن الحكومة السورية قاتلت إلى جانب القوات الأميركية لردع الهجوم، معتبراً ذلك دليلاً على الشراكة القائمة في مواجهة التنظيمات المتطرفة.
وأوضح ترامب أن ثلاثة آخرين أصيبوا في الهجوم، اثنان منهم غادرا المستشفى، فيما وُصفت حالة الثالث بالجيدة، مشيراً إلى أن اليوم كان «عصيباً» على الولايات المتحدة، ومقدماً تعازيه لعائلات القتلى.
واشنطن: خطر داعش لا يزال قائماً
في السياق نفسه، شدد مبعوث الولايات المتحدة إلى سوريا، توماس براك، على أن هجوم تدمر يؤكد استمرار خطر تنظيم داعش على سوريا والعالم. وقال في منشور عبر منصة X إن الخطة الأميركية تقوم على تمكين السلطات السورية من ملاحقة التنظيم، بدعم أميركي عملياتي محدود.
وأضاف براك أن هجمات داعش تأتي رداً على الضغوط المتواصلة التي يتعرض لها التنظيم نتيجة التعاون السوري - الأميركي، مشيراً إلى أن الوجود العسكري الأميركي المحدود في سوريا يهدف إلى حماية الولايات المتحدة من تهديدات أكبر.
دعم أميركي معلن لدمشق
بالتوازي، أعلنت وزارة الخارجية السورية أن وزير الخارجية أسعد الشيباني أجرى اتصالاً هاتفياً مع نظيره الأميركي ماركو روبيو، أكد خلاله أن هجوم تدمر يمثل محاولة لزعزعة العلاقات بين البلدين.
وبحسب بيان الخارجية السورية، اعتبر روبيو أن الهجوم يشكل تحدياً جديداً في إطار الحرب على الإرهاب، مؤكداً أهمية العمل المشترك مع سوريا لتعزيز جهود مكافحة التنظيمات المتطرفة، ومشدداً على استمرار دعم الولايات المتحدة للحكومة السورية.
هجوم إرهابي وسياق أمني معقد
وكانت القيادة العسكرية الأميركية للشرق الأوسط (سنتكوم) قد أعلنت مقتل منفذ الهجوم، إضافة إلى جنديين أميركيين ومترجم مدني، وإصابة ثلاثة جنود آخرين. وأوضحت أن الوفد الأميركي كان في تدمر في إطار مهمة دعم للعمليات الجارية ضد تنظيم داعش.
من جهتها، أدانت دمشق الهجوم ووصفته بـ«الإرهابي»، وقدمت تعازيها للحكومة والشعب الأميركيين، مؤكدة التزامها بمواصلة التعاون في مواجهة التنظيم.
خلفية ميدانية
يأتي هذا التطور بعد انضمام دمشق رسمياً إلى التحالف الدولي ضد داعش، خلال زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى واشنطن الشهر الماضي. وتنتشر القوات الأميركية في سوريا بشكل رئيسي في مناطق شمال شرق البلاد الخاضعة لسيطرة الأكراد، إضافة إلى قاعدة التنف قرب الحدود مع الأردن، حيث تقول واشنطن إن وجودها العسكري يتركز على مكافحة تنظيم داعش ومنع عودته.
وفي ظل هذا المشهد، يعكس توعد ترامب بالرد تشدداً أميركياً متجدداً، ورسالة واضحة بأن الهجمات على القوات الأميركية في سوريا ستقابل برد مباشر، في وقت تتشابك فيه الحرب على الإرهاب مع ترتيبات سياسية وأمنية أكثر تعقيداً في البلاد.



