إسرائيل تضع شرطاً جديداً للمرحلة الثانية من اتفاق غزة
تسليم جثة الرهينة الأخيرة ونزع سلاح حماس في صلب الخلاف مع واشنطن والحركة
أبلغت إسرائيل الولايات المتحدة أن أي انتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة يبقى مشروطاً بتسليم جثة الرهينة الأخيرة المحتجزة لدى حركة حماس، في خطوة تعكس عمق الخلافات السياسية والأمنية التي لا تزال تعرقل مسار الاتفاق، رغم مرور أكثر من شهرين على بدء سريانه.
شرط الجثة قبل أي تقدم
بحسب ما نقلته القناة 12 الإسرائيلية، أكدت تل أبيب لواشنطن أن تسليم الجثمان المتبقي يمثل شرطاً أساسياً قبل البحث في الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق. ويأتي هذا الموقف في وقت تتهم فيه إسرائيل الفصائل الفلسطينية بـ”المماطلة” في تسليم الجثة الأخيرة، معتبرة أن ذلك يقوض الثقة بالاتفاق.
نزع السلاح وإعادة الإعمار
وأفادت القناة نفسها بأن إسرائيل لا تزال ترفض الشروع في أي عملية لإعادة إعمار قطاع غزة ما لم يتم نزع سلاح حركة حماس بشكل كامل، وهو مطلب تضعه الحكومة الإسرائيلية في صدارة شروطها السياسية والأمنية للمرحلة المقبلة.
في المقابل، أشارت القناة إلى أن الولايات المتحدة أكدت لإسرائيل دعمها لمبدأ تجريد حماس من السلاح، في انسجام مع الرؤية الإسرائيلية التي ترى أن أي تسوية طويلة الأمد في غزة يجب أن تمنع الحركة من الاحتفاظ بقدرات عسكرية أو لعب دور إداري مستقبلي في القطاع.
وقف هش وضغوط أميركية
ومنذ العاشر من أكتوبر الماضي، يسري وقف هش لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس، وسط تبادل متكرر للاتهامات بانتهاكه. وفيما تضغط إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي رعت الاتفاق، باتجاه الانتقال إلى مرحلته الثانية، يكرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن هذه الخطوة ستكون “معقدة” وتحتاج إلى ضمانات أمنية صارمة.
خلافات جوهرية حول مستقبل غزة
لا يزال الطرفان على طرفي نقيض بشأن مستقبل القطاع. فإسرائيل تطالب بنزع سلاح حماس ومنعها من أي دور سياسي أو إداري في غزة، بينما ترفض الحركة التخلي عن سلاحها، وتربط أي تسوية شاملة بانسحاب إسرائيلي كامل من القطاع ورفع القيود المفروضة عليه.
ملف الرهائن والجثامين
وبموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في العاشر من أكتوبر برعاية أميركية، سلّمت حماس آخر 20 رهينة على قيد الحياة، كما سلّمت حتى الآن رفات 27 من أصل 28 رهينة متوفاة. ولا يزال جثمان واحد فقط، يعود للإسرائيلي ران غفيلي (24 عاماً)، محتجزاً في غزة.
غفيلي كان عنصراً في وحدة الدوريات الخاصة “ياسام” في منطقة النقب، وتتهم إسرائيل الفصائل الفلسطينية بالتأخير المتعمد في تسليم جثمانه. في المقابل، تؤكد حركة حماس أن عملية انتشال الجثامين تتم ببطء شديد بسبب الدمار الواسع وأكوام الركام التي خلّفتها سنتان من الحرب المكثفة على القطاع.
مرحلة ثانية معلّقة
في ظل هذه الشروط المتبادلة والضغوط الدولية، تبدو المرحلة الثانية من اتفاق غزة معلّقة على عقد سياسية وأمنية معقدة، ما يعزز المخاوف من بقاء الاتفاق في إطار هش، قابل للانهيار في أي لحظة، إذا لم يتم التوصل إلى تسويات واضحة حول القضايا العالقة.



