لبنان وإسرائيل على الطاولة: أول مفاوضات مباشرة منذ 40 عاماً تحت سقف معادلات متفجّرة
لقاء نادر... وملفات تفجّرها كلمة واحدة: حزب الله
تقول مصادر إسرائيلية إن الاجتماع الذي عُقد في الناقورة الأربعاء، بين وفد مدني لبناني ومسؤولين إسرائيليين، حمل لأول مرة منذ أربعة عقود مزيجاً من الإيجابية والقلق في آن واحد. وبينما شدّد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أن “الأجواء كانت جيدة”، بقيت النقطة الأكثر حساسية حاضرة بقوة: نزع سلاح حزب الله.
بداية مسار أم مجرد نافذة رمزية؟
وفق بيان مكتب نتنياهو، فقد اتُّفق على بلورة أفكار لتعاون اقتصادي محتمل بين الجانبين، من دون الخوض في تفاصيل. لكن البيان لم يُخفّ أن أي تقدّم اقتصادي مشروط - من وجهة نظر إسرائيل - بخطوة تعتبرها “حتمية”: تفكيك ترسانة الحزب.
على الطرف اللبناني، شارك في الاجتماع السفير السابق سيمون كرم بصفة مدنية، وبحضور نائبة المبعوث الأميركي مورغان أورتاغوس، ما يعكس محاولة أميركية لإضفاء طابع سياسي مدني على آلية كانت حتى الآن عسكرية بحتة.
الدور الأميركي: إدارة طاولة لا يملك أحد رفاهية تركها
السفارة الأميركية في بيروت أكدت أن اجتماع “الميكانيزم” جاء لتقييم المسار نحو وقف دائم للأعمال العدائية، مشيرة إلى أن مشاركة ممثلين مدنيين هي خطوة “مهمة” لإرساء حوار أوسع من الحسابات العسكرية المباشرة.
وبحسب واشنطن، فإن دمج المسارين المدني والعسكري يهدف لتخفيف احتمالات انهيار التفاهمات الأمنية التي ما زالت هشة جداً.
لبنان بين ضغطين: التهدئة المطلوبة... والانقسام الداخلي
الاجتماع يأتي بينما تواصل إسرائيل غاراتها اليومية، ورغم وقف النار المعلن منذ نوفمبر 2024، بقيت خمس مرتفعات جنوبية تحت السيطرة الإسرائيلية.
في المقابل، أعلنت الحكومة اللبنانية بدء تنفيذ خطة نزع سلاح حزب الله، لكن العملية تصطدم بانقسامات لبنانية عميقة ورفض واضح من الحزب.
مصادر دبلوماسية تؤكد أن واشنطن وتل أبيب تضغطان لتسريع تنفيذ الخطة، بينما يحاول لبنان تفادي انفجار سياسي داخلي يُضاف إلى التصعيد الأمني المستمر.
بين 1983 و2025: ماذا تغيّر فعلاً؟
آخر مفاوضات مباشرة بين البلدين حصلت عقب اجتياح 1982، وأنتجت “اتفاق 17 أيار” الذي ألغاه لبنان لاحقاً.
اليوم، لا تُطرح معاهدات، ولا أوراق سياسية جاهزة، بل إدارة أزمة مفتوحة تحاول الأطراف منعها من العودة إلى المواجهة الشاملة.
وبحسب محللين، فإن الجديد في 2025 ليس الحوار بحد ذاته، بل المشهد الذي يجري فيه:
لبنان المأزوم داخلياً، إسرائيل القلقة من الجبهة الشمالية، وحزب الله الذي يقف في قلب المعادلة الأمنية.



