تدمر تعود إلى الواجهة الأمنية
اعتقالات بعد هجوم داعش ورسائل أميركية عن خطر مستمر
في تطور أمني لافت، أعلنت وزارة الداخلية السورية تنفيذ عملية أمنية في مدينة تدمر أسفرت عن اعتقال خمسة مشتبه بهم، عقب الهجوم الذي استهدف اجتماعاً أمنياً مشتركاً ضم قوات سورية وأميركية، وأعاد إلى الواجهة ملف تنظيم داعش وخطره المتواصل في البادية السورية.
عملية أمنية بعد الهجوم
قالت وزارة الداخلية السورية إن وحداتها نفذت عملية «نوعية وحاسمة» في تدمر، بالتنسيق الكامل مع جهاز الاستخبارات العامة وقوات التحالف الدولي، واستناداً إلى معلومات استخبارية دقيقة. وأوضحت أن العملية جاءت رداً على الهجوم الذي نفذه عنصر تابع لتنظيم داعش واستهدف مقر اجتماع قيادة الأمن الداخلي في البادية السورية، بمشاركة وفد من التحالف الدولي، وأسفر عن سقوط قتلى وجرحى.
وأكدت الوزارة أن خمسة أشخاص أُلقي القبض عليهم على خلفية الاشتباه بتورطهم في الهجوم، وتم إخضاعهم للتحقيق الفوري، مشددة على أن استهداف مؤسسات الدولة «لن يمر دون رد»، وأن الأجهزة الأمنية تمتلك الجاهزية والقدرة على ملاحقة التنظيمات الإرهابية أينما وجدت.
مكافحة داعش أولوية
في بيانها، رأت وزارة الداخلية أن استمرار الاعتداءات يؤكد أهمية انخراط سوريا دولياً في جهود مكافحة الإرهاب، معتبرة أن مكافحة تنظيم داعش تمثل أولوية قصوى لضبط الأمن والاستقرار، خصوصاً في مناطق البادية التي تشهد نشاطاً متقطعاً للتنظيم.
موقف أميركي ورسائل سياسية
من جهته، شدد المبعوث الأميركي إلى سوريا توماس براك على أن هجوم تدمر يؤكد استمرار خطر داعش ليس على سوريا فحسب، بل على العالم أيضاً. وأوضح أن الخطة الأميركية تقوم على تمكين السلطات السورية من ملاحقة التنظيم، بدعم أميركي عملياتي محدود.
وأشار براك إلى أن هجمات داعش تأتي رداً على الضغوط المتواصلة التي يتعرض لها التنظيم بدعم أميركي، مؤكداً أن الوجود العسكري الأميركي المحدود في سوريا يساهم في حماية الولايات المتحدة من تهديدات أكبر.
تحذيرات سابقة وإخفاق أمني
وكان المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية، نور الدين البابا، كشف أن قيادة الأمن الداخلي كانت قد وجهت تحذيرات مسبقة للقوات الشريكة في التحالف الدولي، استناداً إلى معلومات أولية حول احتمال وقوع هجوم من قبل داعش، إلا أن هذه التحذيرات لم تؤخذ في الاعتبار.
وأوضح أن أكثر من خمسة آلاف عنصر ينتسبون لقيادة الأمن الداخلي في البادية، ويتم تقييمهم بشكل أسبوعي. ولفت إلى أن تقييماً صدر في العاشر من الشهر الحالي بحق منفذ الهجوم، أشار إلى امتلاكه أفكاراً تكفيرية أو متطرفة، وكان من المقرر اتخاذ إجراء بحقه في أول يوم دوام رسمي، إلا أن الهجوم وقع يوم السبت الذي يصادف عطلة إدارية.
ترامب يتوعد بالرد
على الصعيد الأميركي، أعلن الرئيس دونالد ترامب أن الهجوم وقع في منطقة «شديدة الخطورة» ولا تخضع لسيطرة كاملة من قبل السلطات السورية، متعهداً بعدم السماح بمرور هجوم تدمر دون رد.
بدورها، أكدت القيادة العسكرية الأميركية للشرق الأوسط (سنتكوم) مقتل منفذ الهجوم، إضافة إلى جنديين أميركيين ومترجم مدني، وإصابة ثلاثة جنود آخرين. وأوضحت أن الوفد الأميركي كان في تدمر ضمن مهمة دعم للعمليات الجارية ضد تنظيم داعش.
سياق أوسع
يُعد هذا الحادث الأول من نوعه منذ سقوط النظام السوري السابق قبل عام، في وقت كانت فيه دمشق قد انضمت رسمياً إلى التحالف الدولي ضد داعش خلال زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى واشنطن الشهر الماضي. وتتركز القوات الأميركية حالياً في شمال شرق سوريا، إضافة إلى قاعدة التنف قرب الحدود مع الأردن، ضمن ما تقول واشنطن إنه إطار مكافحة تنظيم داعش ومنع عودته.



