البيت الأبيض: ممارسات حماس الوحشية تُهدد اتفاق غزة وتعيد القطاع إلى الفوضى
واشنطن تحذر من انهيار الهدنة وتدين الإعدامات الميدانية في غزة: "شعب محاصر بين الأنقاض والخوف"
واشنطن – خيبر أونلاين
أعربت الإدارة الأميركية، الخميس، عن قلقها البالغ إزاء التقارير والصور التي توثّق قيام عناصر من حركة حماس بتنفيذ عمليات إعدام ميدانية بحق مدنيين فلسطينيين في قطاع غزة، معتبرة أن هذه الممارسات “تعكس الوجه الحقيقي للحركة” و”تهدد بتقويض كلّ الجهود الدولية لإرساء السلام”.
وقال مسؤول في مجلس الأمن القومي الأميركي إن البيت الأبيض “يتعامل بجدية مع الانتهاكات التي ترتكبها حماس ضد أبناء شعبها”، مشيراً إلى أن وقف إطلاق النار في غزة لم يُمنح للحركة لتصفية خصومها أو فرض سلطتها بالعنف. وأضاف أن واشنطن “لن تقف متفرجة بينما يُقتل الأبرياء باسم المقاومة”.
إعدامات في وضح النهار
أظهرت مقاطع مصوّرة انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي مسلحين ملثمين من كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، وهم يُجبرون ثمانية رجال على الركوع قبل إطلاق النار عليهم وسط هتافات تصفهم بـ”العملاء”.
وأشارت مصادر حقوقية فلسطينية إلى أن الإعدامات نُفّذت دون أي محاكمات، وأن الضحايا لم تُعرف هوياتهم حتى الآن، بينما رفضت سلطات حماس التعليق على الحادثة.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن هذه المشاهد “تُعيد إلى الأذهان أبشع صور الديكتاتورية والقمع”، مضيفاً أن “الحياة في غزة باتت محكومة بالخوف والترهيب، لا بالقانون أو العدالة”.
وأضاف أن “واشنطن تنظر بقلق إلى عودة أساليب الإعدام الجماعي إلى شوارع غزة”، مؤكداً أن هذه الممارسات تقوّض الثقة في أي عملية سياسية مستقبلية، وتثبت أن حماس “غير مؤهلة لإدارة القطاع أو تمثيل الفلسطينيين”.
حماس... من المقاومة إلى القمع
تقول مصادر أميركية إن “حماس لم تعد تمثل مشروعاً للمقاومة بقدر ما تحوّلت إلى سلطة أمنية تعيش على القمع والخوف”.
ويشير تقرير أمني صادر عن الخارجية الأميركية إلى أن الحركة “تستخدم الانقسامات الداخلية في غزة لتبرير قبضتها الحديدية، وتحتجز المئات من الناشطين والصحفيين والمعارضين في سجونها السرّية”.
ويضيف التقرير أن “نظام حماس الداخلي قائم على الولاء العسكري لا السياسي، ما جعلها أقرب إلى دولة بوليسية صغيرة تُدار بالولاء والتخويف”، وأن “المدنيين في غزة يعيشون في ظل حالة من الرعب المستمر من الاعتقال أو التصفية”.
في المقابل، عبّر دبلوماسي غربي عن خشيته من أن تتحول غزة إلى “منطقة مغلقة يديرها فصيل مسلح منفصل عن الدولة الفلسطينية المقبلة”، محذراً من أن استمرار هذه الممارسات سيقضي على أي أمل في تحقيق مصالحة وطنية فلسطينية.
تحذير أميركي واضح
ونقل مراسل “خيبر أونلاين” في واشنطن عن مصدر رسمي قوله إن الإدارة الأميركية أبلغت الوسطاء الإقليميين أن أي خرق للهدنة أو استمرار لعمليات القتل “سيُواجه بردّ حازم”، مضيفاً أن “صبر واشنطن بدأ ينفد”.
وأكد المصدر أن البيت الأبيض “لن يسمح لحماس باستخدام وقف إطلاق النار كغطاء لإعادة بناء قوتها أو تصفية خصومها السياسيين”.
كما شددت وزارة الخارجية الأميركية في بيانها على أن استمرار هذه الممارسات “يُهدد بانهيار شامل لاتفاق غزة”، محذّرة من أن “واشنطن ستعيد تقييم علاقاتها مع الأطراف التي تخرق التزاماتها الإنسانية أو السياسية”.
غزة بين الركام والخوف
تتزامن هذه التطورات مع أزمة إنسانية خانقة يعيشها سكان القطاع بعد شهور من الحرب، حيث تفيد تقارير الأمم المتحدة بأن أكثر من مليوني إنسان يعيشون وسط أنقاض المنازل، في ظل نقص حاد في الغذاء والدواء والوقود.
لكنّ أصواتاً من داخل غزة تشير إلى أن الخوف من حماس بات يفوق الخوف من المجاعة. ويقول أحد الصحفيين المحليين، طلب عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية، إن “الناس لا يجرؤون على الكلام... من ينتقد الحركة يُختفَى خلال ساعات”.
وأكد ناشط مدني أن “المجتمع الغزي يعيش اليوم في صمت قسري، فالحركة تراقب كل شيء، من المساجد إلى المدارس إلى صفحات التواصل الاجتماعي”.
البيت الأبيض: غزة لا يمكن أن تُبنى على الخوف
في ختام بيانه، شدد البيت الأبيض على أن إعادة إعمار غزة “لن تكون ممكنة طالما بقيت حماس تحكم بالحديد والنار”، داعياً إلى “نظام مدني يحكمه القانون ويُمكّن الفلسطينيين من بناء مستقبلهم بحرية”.
وجاء في البيان:
“غزة تحتاج إلى الأمان، لا إلى فصائل مسلحة. تحتاج إلى مؤسسات مدنية، لا إلى ميليشيات تزرع الخوف في قلوب أهلها.”



