غارة في ظل الهدنة.. إسرائيل تعلن استهداف قيادي في “الجهاد” وسط غزة
وقف إطلاق النار “الهش” يتصدع مجدداً
رغم مرور أكثر من أسبوعين على دخول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة حيّز التنفيذ، أعلنت إسرائيل، مساء السبت، تنفيذ غارة جوية دقيقة استهدفت ناشطاً في حركة الجهاد الإسلامي وسط القطاع، في أحدث تصعيد يهدد بنسف المرحلة الأولى من خطة ترامب.
الجيش الإسرائيلي قال في بيان مقتضب إنه استهدف عنصراً من الحركة في منطقة النصيرات، بزعم أنه كان يخطط لهجوم وشيك ضد قواته.
في المقابل، أفادت مصادر العربية/الحدث أن الغارة قتلت قائد لواء الوسطى في سرايا القدس، الذراع العسكرية لحركة الجهاد، ويدعى أبو القسم عبد الواحد.
اتهامات متبادلة وانتهاك للهدنة
ردّ المتحدث باسم حركة حماس حازم قاسم باتهام إسرائيل بخرق وقف النار “بشكل واضح”، مشيراً إلى أن الانتهاكات تشمل عمليات قتل يومية وحصاراً مستمراً وتدميراً واسعاً للمنازل في شرق القطاع.
وقال قاسم إن ما يجري “يؤكد أن تل أبيب لم تلتزم بالاتفاق” الذي رعته واشنطن، داعياً الوسطاء إلى الضغط على إسرائيل لوقف ما وصفه بـ“الخروقات المنظمة”.
في الوقت ذاته، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر أمنية أن “الولايات المتحدة تدير فعلياً ملف غزة”، وأن نتنياهو بات مقيداً سياسياً وعسكرياً في ضوء التفاهمات مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
“المرحلة الثانية”.. اختبار الصبر الأميركي
تزامن التصعيد مع محاولات الإدارة الأميركية الانتقال إلى المرحلة الثانية من خطة غزة، التي تشمل نشر قوات عربية وإسلامية للمساعدة في ضبط الأمن وإطلاق عملية إعادة إعمار شاملة بإشراف دولي.
لكن استمرار الخروقات، بحسب مراقبين، يضع واشنطن في موقف حرج بين الدفاع عن “اتفاق ترامب” من جهة، وتجاهل الغارات الإسرائيلية من جهة أخرى.
ويخشى الوسطاء أن يؤدي أي تصعيد جديد إلى انهيار الهدنة الهشة قبل اكتمال ترتيبات المرحلة الثانية.
قراءة خيبر أونلاين
تصرّ إسرائيل على أن الغارات “استباقية ومحدودة”، بينما تراها حماس والجهاد محاولات لتثبيت ميزان ردع جديد في ظل انشغال العالم بخطة الإعمار.
أما الولايات المتحدة، فتبدو عالقة بين الحليف الإسرائيلي والوسيط العربي، في معادلة لا تحتمل مزيداً من الخروقات.
في غزة، حيث الأنقاض ما زالت شاهدة على حرب السنتين، تعود أصوات الطائرات لتذكّر بأن الهدنة ما زالت حبراً على الورق.



