غليان الساحل السوري: العلويون يرفعون سقف المواجهة ويطالبون بفيدرالية واضحة المعالم
الشيخ غزال غزال يعلن القطيعة مع السلطة... والشارع العلوي يرفض العودة إلى الصمت
خيبر أونلاين – سوريا
تتحول الاحتجاجات التي شهدتها مناطق الساحل السوري خلال الأيام الماضية إلى محطة فارقة في مسار علاقة الطائفة العلوية بالنظام السوري. فبعد عقود من الصمت القسري، خرج الشيخ غزال غزال ليعلن بوضوح غير مسبوق أن “العلويين لن يتنازلوا عن الفيدرالية”، وأن زمن تهميش الطائفة قد انتهى.
تصريحات الشيخ غزال أتت في مقابلة حصرية، أكد فيها أن الحركة الاحتجاجية ليست حدثاً عابراً، بل “تعبير عن ألم متراكم”. وأضاف أن التهديدات التي تلقاها منذ بداية التحرك لن توقفه، مشدداً على أنه رفض كل محاولات السلطة للتواصل لأنها تسعى إلى “الخنوع لا الشراكة”.
الساحل يغلي… ومراكز القوى تستنفر
على الأرض، لا تزال حالة التوتر الأمني مستمرة في اللاذقية وطرطوس، حيث نشر الأمن العام والميليشيات المحلية حواجز مكثفة، وسط حملة تحريض إعلامي تتهم المحتجين بالخيانة أو العمل لصالح الخارج.
لكن رغم ذلك، يشير المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن التحريض لم ينجح في إخماد الحركة الاحتجاجية، وأن الأهالي أصروا على الهدوء وعلى الاستمرار في حياتهم اليومية دون الانصياع لرسائل الترهيب.
المحال التجارية فتحت أبوابها، والطلاب عادوا إلى المدارس، فيما بقيت الأرياف الأكثر توتراً بسبب الاعتقالات والتحقيقات التي طالت شباناً عدة، خصوصاً أولئك الذين خضعوا لتسويات سابقة.
رسالة صريحة للنظام والمجتمع الدولي
يرى مراقبون أن تصريحات الشيخ غزال تمثّل أول مطالبة علنية من الداخل العلوي بالفيدرالية، وهو مطلب ظلّ في الظل لسنوات، بسبب القبضة الأمنية وشبكة الولاءات التي ربطت الطائفة بالنظام.
لكن اليوم، ومع الانهيار الاقتصادي، وتآكل الثقة، وتزايد الدمار على الجبهات، أصبحت الطائفة العلوية تعلن بصوت واضح أن مرحلة ما قبل 7 آذار ليست كما بعدها.
وبحسب ناشطين محليين، فإن الرسالة موجهة إلى جهات عدة:
للنظام: بأن زمن الصمت انتهى.
للمجتمع الدولي: بأن الطائفة ليست كتلة واحدة خلف السلطة.
للأطراف الإقليمية: بأن ملف الساحل السوري بات مفتوحاً على سيناريوهات جديدة.
مشهد مفتوح على احتمالات ثقيلة
رغم عودة الحياة تدريجياً في المدن، فإن الاحتقان لا يزال عميقاً. ومجرد ظهور هذا النوع من الاعتراض داخل منطقة تُعدّ العمود الفقري للنظام، يطرح أسئلة كبرى حول مستقبل العلاقة بين العلويين ومراكز القرار في دمشق، وحول احتمالات توسع المطالب نحو هياكل سياسية جديدة.
ومع استمرار الشيخ غزال في رفع سقف الخطاب، ورفضه “الخنوع”، تبدو الأيام المقبلة حبلى باختبارات حقيقية للسلطة، وللقدرة على احتواء تحركات قد تكون الأخطر على الإطلاق منذ بداية الحرب السورية.



